كانت بركة صبية حبشية اشتراها عبد الله بن عبد المطلب ابو محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم اشتراها من سوق الرقيق قبل زواجه من آمنه بنت وهب ام النبي صلي الله عليه وسلم ولما تم زواج عبد الله من آمنه كانت بركة هي الخادمة الوحيدة التي تعيش في داره وترعی شؤونه وشؤون زوجته وعندما سافر عبد الله بن عبد المطلب في قافلة تجارية إلى الشام بعد زواجه باسبوعين ظلت أمنية في فراشها طويلا لا تكلم أحدا وظلت بركة بجانبها ترعاها وتسليها بالقصص والأحاديث حتى انها لزمت أمنة ليلا ونهارا حيث كانت تقاسي ألاما مضنية لغياب زوجها وعندما علمت آمنة بوفاة زوجها فقدت وعيها ولزمت فراشها بين الحياة والموت فقامت بركة على تمريضها وخدمتها وسهرت على راحتها الليالي الطوال حتى ولدت طفلها محمدا وكانت بركة أول من حملته بين يديها .
ولما كان محمد في السادسة من عمره أرادت أمه أمنة أن تزور قبر زوجها عبد الله في المدينة وعندما وصلوا المدينة كانت أمنة تزور قبر زوجها كل صباح حتى المساء لمدة أربعين يوما حتى أضناها الحزن، ومزقها الأسي وضعفت حتى عن السير وفي طريق عودتهم مرضت أمنة بالحمى وأخذ المرض يشتد عليها وسهرت عليها بركة تمرضها بما كان معها من اعشاب وعقاقير ولكن صحتها كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم حتى قبضت فحفرت لها بركة قبرها في الرمال وأضجعتها فيه ورجعت بالطفل اليتيم الى مكة وظلت مع محمد تخدمه ورعاه وتحنو عليه حتى صار رجلا وتزوج بالسيدة خديجة وعاشت بركة معهما في البيت ولم تتركه ابدا وكان الرسول الكريم يناديها (يا أمة) وكان يقول للسيدة خديجة هذه بركة، هذه امي بعد امي .
وقد عرض عليها الرسول الكريم الزواج من عبيد بن زيد الخزرجي وتزوجته ورحلت معه الي المدينة وهناك انجبت له طفلاً اسمته ايمن ومن ذلك الحين والناس ينادونها أم ايمن ولكن زواجها لم يدم طويلا فتوفي زوجها وعادت الى مكة لتعيش في دار السيدة خديجة بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي ذات يوم والرسول يجتمع باصحابه في دار الأرقم خاطرت أم أيمن بحياتها واستطاعت الوصول الى الرسول فأخبرته بأمر كانت السيدة خديجة قد كلفتها به ولما انصرفت من عند رسول الله نظر إلى أصحابه وقال لهم «من منكم يريد أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فيتزوج أم أيمن ، وسكت الصحابة جميعا ولم يجب أحد منهم بشي .. ذلك أن أم أيمن لم تكن أمرأة جميلة يطمع فيها الرجال فقد كانت في الخمسين من عمرها كما كانت هزيلة الجسم سوداء اللون .. وقد تقدم الى الرسول زید بن حارثة وتزوج بأم أيمن وانجبا ولدا (اسامة بن زيد).. وبعد وفاة زید بن حارثة.. أقامت زوجته أم أيمن في دارها وقد تقدمت بها السن وكان رسول الله يزورها وبصحبته ابو بكر وعمر ويقول لها هل أنت بخير يا أمي وبعد وفاة الرسول.. كان أبو بكر وعمر يزورانها ويقولان لها كيف حالك يا أم رسول الله وتوفيت أم أيمن بعد وفاة الرسول بقليل فودعها المسلمون وكبار الصحابة الى مثواها الأخير.. محفوفة بأطيب الذكري وأكرم الدعوات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق